النظام يقصف الزنتان ويعاقب مصراتة بقطع المياه
القذافي يفشل في دخول بنغازي
فشلت القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي أمس في دخول مدينة بنغازي وارتدت على اعقابها بعد تمكن الثوار من صد هجماتهم في معارك استخدم فيها الجانبان الطائرات والدبابات وسط اشتباكات عنيفة على مداخل المدينة، فيما تعرضت مصراتة لقصف عنيف واستهداف قناصة، في حين أفادت تقارير عن أزمة انسانية تشهدها المدينة بعد قطع النظام الليبي لإمدادات المياه عنها ونفاد مواد التخدير من المستشفيات، في وقت قصفت الدبابات بلدة الزنتان.
وهزت انفجارات مدينة بنغازي الواقعة في شرق ليبيا معقل الثوار في ساعة مبكرة من أمس بينما حلقت طائرة مقاتلة في الأجواء وقال سكان ان قوات الزعيم الليبي معمر القذافي تهاجم المدينة.
وقال فرج علي من سكان المدينة: «الانفجارات بدأت في نحو الساعة الثانية صباحا. قوات القذافي تتقدم وسمعنا انها على بعد 20 كيلومترا من بنغازي. إنها نيران أرضية. شاهدنا طائرة واحدة».
وقال ناطق باسم المعارضة ان القوات الموالية للقذافي دخلت مدينة بنغازي ورأى مراسل من وكالة «رويترز» انفجارا واحدا على الاقل بالقرب من مقر المعارضة في المدينة. وتابع المراسل ان المعارضين «أقاموا متاريس خرسانية على الطرق المؤدية الى مقر المحكمة الذي يتخذ منه المجلس الوطني الليبي المعارض مقرا له».
سقوط طائرة
في هذه الأثناء، ذكر مراسل «رويترز» ان طائرة مقاتلة أسقطت أمس فوق مدينة بنغازي تبين فيما بعد انها تابعة للثوار. واضاف المراسل: «رأيت الطائرة تحوم وتخرج من بين الغيوم باتجاه هدف على ما يبدو ثم اصيبت وسقطت محترقة وتصاعد دخان أسود كثيف». وأضاف: «يبدو أنها كانت تهاجم الثكنات العسكرية في بنغازي». لكن مصدراً في المعارضة قال لوكالة «فرانس برس» ان المقاتلة تابعة للمعارضة الليبية. وقال المصدر: «نعم كانت طائرة للثوار وأسقطتها قوات القذافي». وتمكن الطيار من القفز منها قبل اشتعال النيران فيها وسقوطها في منطقة سكنية جنوب بنغازي محدثة انفجارا وسحابة دخان اسود. واعلن مصدر من الثوار ان هذه الطائرة تابعة لهم وانها من طراز «ميراج».
مناوشات ومرتزقة
وفي أماكن أخرى في المدينة، ذكر الثوار وقوع مناوشات وهجمات من جانب قوات القذافي.
وقال محمد دو وهو عامل في المستشفى ومساند للمعارضة لـ«رويترز»: «قصفت الطائرات المقاتلة الطريق الى المطار وشنت غارة جوية على حي ابو هادي على أطراف المدينة».
وكان يتحدث من مكان يبدو انه شهد اشتباكا بين المعارضين ومن يزعمون أنهم اثنان من المرتزقة تسللا للمدينة كانا يقودان سيارة ذكروا انه عثر بها على صندوق مليء بالقنابل اليدوية.
واطلق الرصاص على الاثنين وكانا يرتديان ملابس مدنية وقتلا وقدمت المعارضة بطاقتي هوية مدرجتين بالدماء قالوا انها تثبت أنهما نيجيريان. وقال المعارض ميري درسي: «كنا نجلس واطلق علينا الرصاص من هذه السيارة ثم أطلقنا النار وبعد ذلك حدث تصادم».
قصف عشوائي
وأفاد شاهد ان قوات القذافي قصفت بالسلاح الثقيل الأحياء السكنية القريبة من بنغازي. وقال هذا الشاهد في اتصال هاتفي من بنغازي ان كتائب القذافي «تقصف أحياء سكنية بالسلاح الثقيل. تلقوا اوامر بالقصف العشوائي. ما يحصل مجزرة». وأكد ان الأحياء في غرب بنغازي «قصفتها قوات القذافي» لكن اي دبابة لم تدخل وسط المدينة.
وأوضح الشاهد ان «دبابات الثوار وحدها لا تزال في وسط بنغازي، ولكن يمكن مشاهدة ميليشيات القذافي في أحياء عدة». وذكرت قناة «الجزيرة» الفضائية ان مستشفى الجلاء في بنغازي فيه 26 قتيلا و40 مصابا عقب قصف المدينة الواقعة شرق ليبيا.
قطع المياه
في غضون ذلك، خرجت مئات السيارات المكتظة بالمدنيين من بنغازي متوجهة الى المناطق التي يسيطر عليها معارضون في شرق ليبيا بعدما قصفت قوات القذافي المدينة. وفي مصراتة قال مقيم ان القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي أطلقت قذائف مدفعية على المدينة التي يسيطر عليها الثوار في ساعة مبكرة أمس وقطعت امدادات المياه عن المدينة وضعف مواد التخدير في المستشفيات. وأضاف أن قوات القذافي «قصفت البلدة بأربع أو خمس قذائف في ساعة مبكرة (أمس). الوضع هادئ نسبيا الآن. لكنهم ما زالوا على أطراف البلدة.. وإمدادات المياه قطعت عن مصراتة». وقال شاهد لـ«رويترز» ان قناصة مؤيدين للزعيم الليبي معمر القذافي قتلوا شخصين في مدينة مصراتة. وذكر سكان من مدينة مصراتة التي يسيطر عليها المعارضون ان قناصة تابعين للحكومة يطلقون النار على الناس من فوق أسطح المنازل وان المستشفى لا يستطيع إجراء عمليات جراحية للمصابين لعدم توافر المخدر. وقال السكان ان المدينة تواجه أزمة إنسانية بسبب انقطاع إمدادات المياه ليوم ثالث.
وقال شاهد: «كلنا خائفون هنا. سكان مصراتة خائفون. نشعر بأنه ستكون هناك أزمة إنسانية..ليس هناك مياه منذ أكثر من ثلاثة أيام ولا كهرباء». فيما ذكر آخرون ان المستشفى لا يستطيع إجراء عمليات جراحية للمصابين لعدم توافر المخدر.
النظام ينسحب
وأكد الثوار أنهم ما زالوا يسيطرون على مصراته رغم المعارك التي أوقعت 27 قتيلا في المدينة. وقال ناطق باسم الثوار لـ«فرانس برس» ان قوات القذافي توغلت داخل المدينة قبل ان يرغمها المقاتلون على الانسحاب بعد معارك أوقعت «27 شهيدا، بينهم 11 مدنيا». وأضاف ان الثوار دمروا «14 عربة مسلحة ودبابة وناقلات جند» تابعة لقوات القذافي التي انسحبت لتتموضع خارج المدينة. وتقع مصراتة على مسافة 200 كيلومتر شرقي طرابلس وهي آخر معقل كبير للمعارضين في غرب البلاد. ويقول الاشخاص الذين يعيشون هناك ان القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي لا تزال تحاول استعادة المدينة رغم قرار وقف اطلاق النار.
الزنتان والدبابات
الى ذلك، تعرضت بلدة الزنتان في غرب ليبيا للقصف وان دبابات القذافي تقترب منها.
وقال شاهد طلب ألا ينشر اسمه: «الآن نحن نتعرض للقصف في الزنتان من اكثر من جهة من الشمال ومن الجنوب». وأضاف قوله: «هناك دبابات تتجه نحو المدخل الجنوبي للزنتان حوالي
20 الى 30 دبابة تقصف المدينة والمناطق السكنية في الجنوب».
وأفاد شاهد آخر ان قوات القذافي تقدمت نحو الزنتان وقصفت محيط هذه المدينة ما دفع السكان الى الفرار. وقال هذا الشاهد لـ«فرانس برس» ان قوات القذافي شنت هجوما انطلاقا من مواقع في جنوب المدينة
